جريدة ميدان التحرير - [متابعة] - 18 ديسمبر 2018 الساعة 2:37 مساءً

عجز سمكري بولاق الدكرور عن توفير العلاج لطفله المريض بنقص الدماء بالمخ، فزين له الشيطان طريق الجريمة فكر في خالته العجوز المقيمة بمفردها للاقتراض منها حاملا بين طيات ملابسه قطعة حديدية لاستخدامها في حالة رفضها إعطاءه المال.

لم تكن الخالة القتيلة التي تبلغ 80 عاما الشخص المؤهل للاقتراض منه فدخلها الشهري بأكمله 380 جنيها تنفق منها علي معيشتها وعلاجها، ولكنها رفضت طلب نجل شقيقتها فسيطر الشيطان علي عقله وهشم رأسها بالحديدة مرددا: "غطيتها ببطانيتين مكنتش قادر أبص في وشها".

وكشفت خطة بحث كاملة تفاصيل الجريمة التي وقعت بشارع العشرين بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور، أعدتها مباحث الجيزة تحت إشراف اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث تم تنفيذ بنودها علي مدار 7 أيام كاملة منذ تلقي قسم الشرطة بلاغا من شاب بالعثور علي جثة جدته العجوز وصولا إلى هوية الجاني والدافع لجريمته.

ونفذ العقيد محمد الشاذلي مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة كافة بنود الخطة الموضوعة بداية من معاينة وفحص مسرح الجريمة.

كانت المنافذ سليمة فالدخول تم بطريقة مشروعة بالإضافة لاختفاء نسخة من مفاتيح الشقة، أذن الجاني علي علاقة ومعرفة مسبقة بالمجني عليها.. حفيد القتيلة الذي أبلغ بالحادث وشقيقاتها الثلاث أفادوا باختفاء "حلق ذهب" كانت ترتديه فاتجه البحث ناحية دافع السرقة.. عمدت خطة البحث إلي فحص كافة سكان العقار والعمالة المترددين عليه من سباكين ونجارين ونقاشين بالإضافة إلي استجواب أسرة القتيلة وسكان الشارع.

أشارت تحريات العميد أسامة عبد الفتاح رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، إلى أن المجني عليها الحاجة نعمات 80 عاما تقيم بمفردها تخرج من منزلها لصرف 260 جنيها معاشها ودخلها الشهري بالكامل يبلغ 380 حنيها لا تمتلك أموالا مخبأة أو شيئا يدفع للطمع فيها.

تقطن شقيقة لها بالعقار المواجه لها بذات الشارع بينما تقطن شقيقتان أخرتان لها بمنطقة أبو قتادة ببولاق الدكرور، واعتادت القتيلة التردد علي إحداهن للمبيت لديها أغلب الأوقات، خلال مناقشات أفراد الأسرة وحفيد المجني عليها والجيران كشفت عن علاقاتها الطيبة مع الجميع وعدم وجود خلافات مسبقة لها مع أي منهم إلا أنه خلال المناقشات وجمع المعلومات والتحريات تبين سابقة خلاف لها مع أحمد .م 35 سنة سمكري نجل إحدى شقيقاتها حيث قام منذ عدة شهور بسرقة إسطوانتي غاز من شقتها وشقة حفيدها القاطن بذات العقار لمروره بضائقة مالية.

اتجهت خطة البحث صوب نجل الأخت فاستجوبه فريق البحث وأدلي بأقوال متضاربة وخط سير غير متناسق ولم يطابق أقوال والدته وخالتيه الأخرتين.. بدأت الشبهات تحوم حول ذلك الشاب.. مشاهدة بعض سكان الشارع للشاب في المكان يوم وقوع الجريمة أكد شكوك رجال الأمن فتم استصدار إذن من النيابة العامة لإلقاء القبض عليه.

تمكنت قوة أمنية برئاسة العقيد محمد الشاذلي مفتش مباحث غرب الجيزة والمقدم محمد الجوهري رئيس مباحث بولاق الدكرور من ضبط المتهم الذي انهار واعترف بقتل خالته مرددا: والله ابني كان بيموت ولو مخدش علاجه حالته بتدهور حاولت استلف منها رفضت.

أقر المتهم في اعترافاته قائلا إنه توجه إلى شقة خالتها يوم الأحد قبل الماضي وطلب منها إقراضه مبلغا ماليا لشراء علاج طفله الذي يكلفه 900 جنيه كل 10 أيام، حيث إن طفله يعاني من عدم وصول الدماء إلى المخ ويحتاج إلى منشطات للدورة الدموية، إلا أنها رفضت إعطاءه المال فصرخ فيها قائلا: أبوس إيدك ابني هيموت فردت عليه قائلة: وأنا كمان ابني السرطان قتله" - أشارت التحريات إلى أن القتيلة كان لديها ابن مرض بالسرطان وفارق الحياة منذ فترة - وأضاف المتهم أنه أصيب بالغضب منها فأخرج قطعة حديدية "عتلة" يستخدمها في عمله كسمكري، وانهال بها علي رأسها أثناء رقودها علي سريرها فتفجرت الدماء منها وهشم جمجمتها وأثناء محاولته خلع قرطها الذهبي من أذنها لم يتمكن من النظر إلي وجهها فقام بتغطيتها ببطانيتين حتي تمكن من خلع القرط وغادر الشقة مغلقا الباب خلفه بالمفتاح وعاد إلى منزله.

يضيف المتهم أنه يوم الثلاثاء وبعد يومين من ارتكابه الجريمة توجه إلى جواهرجي بمنطقة أبو قتادة وباع له الحلق بمبلغ 4300 جنيه، ألقت المباحث القبض علي الجواهرجي لشرائه مصوغات ذهبية مجهولة المصدر دون فاتورة.

أجرت النيابة العامة معاينة تصويرية لمحل الجواهرجي الذي كشفت كاميراته حضور المتهم إليه في اليوم الذي ذكره وبيعه لحلق القتيلة فتم تحريزها ومثل المتهم الجريمة في حضور النيابة العامة وسط حراسة من الشرطة، مؤكدا أنه ألقي أداة الجريمة من أعلي كوبري علي شريط سكة حديد - لم يتم العثور عليها- بينما حرزت القوات "سويت شيرت" ملطخا بالدماء كان يرتديه يوم الجريمة وأخفاه بمنزله.

النيابة أمرت بحبس المتهم 4 أيام علي ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة.