الارهاب لا دين له
للحرية ... طريق
بعد إعلان الزيادة .. ننشر أسعار شرائح الكهرباء الجديدة            مضاعفة غرامات سرقات الكهرباء بعد تطبيق الزيادة الجديدة فى يوليو المقبل            معهد الفلك يعلن: رمضان 29 يومًا هذا العام.. وزيادة ساعات الصيام تدريجيًا            المرور: كاميرات مراقبة لرصد المخالفات وإرسالها للسائقين على الهاتف المحمول            
اﻷكثر تصفحـــــاً

Instagram
SMS
اكتشف | جهاز يلتقط أصوات الموتى من العالم الآخر
جريدة ميدان التحرير - [متابعة] - 14 سبتمبر 2017 الساعة 2:23 مساءً
يجلس داخل مرسمه الكائن في أطراف مدينة ستوكهولم، منهمكا في رسم لوحة طبيعية لمعرضه، يضع جهاز تسجيل اشتراه من أجل تسجيل أفكاره وخواطره عن الرسومات واللوحات التي ينوي على رسمها حتى لا ينساها في ركن من أركان المرسم، وتركه لمدة أسبوع دون استخدامه لانشغاله في اللوحة، إلا أنه في مساء يوم الجمعة، بداية ربيع عام 1960 راودته أفكار بشأن لوحة بورتريه، ففتح الجهاز وبدأ بالتسجيل لكن كانت المفاجأة عندما أعاد تشغيل الشريط.

عندما أعاد تشغيل الشريط، سمع فريدريك يورجنسون البالغ من العمر 60 عامًا أصواتا تختلط بصوته، اعتقد أن الشريط الموجود داخل جهاز التسجيل ليس جيدا، فوضع شريطا آخر لم يستخدم من قبل، وبدأ مرة أخرى بتسجيل خواطره وملاحظاته، إلا أن تكرر الأمر بظهور أصوات مشوشة ممتزجة بصوته، واستطاع هذه المرة تمييز ما يصدر من هذه الأصوات والتي كانت عبارة عن أغنية متكررة "إننا أحياء.. إننا لم نمت".

حالة من الدهشة والاستعجاب انتابت الرسام يورجنسون ما جعله يعيد الاستماع مرة آخرى للشريط، ومع استخدامه المتكرر لجهاز التسجيل في الأيام التالية، ظل يستمع لأصوات غامضة تتداخل مع صوته، اكتشف الرجل الستيني أن الجهاز يعمل كوسيط بين عالمنا والعالم الآخر إلا أنه بعد تردد دام لعدة أسابيع يستجمع فيها شجاعته قرر الذهاب إلى صاحب محل الأدوات الكهربائية الذي اشتراه منه مصطحبا معه جهاز التسجيل، وفقا لما ذكره الكاتب راجي عنايت في كتابه أغرب من الخيال.

وفي يوم 4 أبريل عام 1960، اتجه يورجنسون الفنان الذي يتمتع ببعض الشهرة في مدينته إلى محل الأدوات الكهربائية يطلب مقابلة مالكه الذي سأله عن مشكلة الجهاز، إلا أن رد الرسام كان أنه يعمل بكفاءة ودقة لكنه يريد مراجعة كاملة لجميع أجزاء الجهاز سواء من "كل قطعة يحتويه وكل سلك وكل توصيلة كهربائية" وأنه على أتم الاستعداد لدفع أي مصاريف للفحص، وترك المحل وهو يقول لصاحبه "سأحضر الأسبوع المقبل لأرى إذا ما كنتم قد اكتشفتم أي شيء غير عادي، قد تنظر إلى كشخص غريب الأطوار.. لكنك ستعتبرني مجنونا لو أنني كشفت لك عن سر هذا الفحص الذي أطلبه!".

بعد فحص صاحب المحل للجهاز لم يجده يحتوي على أي عيب وعندما أخبر يورجنسون قرر حينها أن يطلعه على السر الذي اكتشفه، إلا أن في خلال ساعات ذاع الخبر بكل تفاصيله على صفحات الجرائد بأن تبين أن جهاز التسجيل يستطيع التقاط أصوات الموتى وتسجيلها، الأمر الذي جعل البعض يتهمون الرجل الستيني بالخداع وأنه هو من أضاف أصواتا وكتبت عنه إحدى الصحف أنه فعل ذلك من أجل الدعاية لمعرضه، وكان لا بد من البحث عن وسيلة أفضل من ذلك.

رغم شعور يورجنسون بالضيق والإهانة بعد ما قيل عنه إلا أنه ظل صامتا، وكل ما فعله السماح لبعض المهندسين والعلماء ورجال البحث بزيارة مرسمه واختبار الجهاز والسماع بأنفسهم الأصوات الغريبة، وبحث الجميع في جميع أنحاء مرسمه للتأكد من عدم وجود أجهزة خفية تكون مصدرا لهذه الأصوات حتى اكتشفوا أن لا يوجد أي نوع من الخداع.

وفي شهر أغسطس من نفس العام، حضر 10 أشخاص داخل مرسمه لاستماع لسجل الشريط، وفجأه صاح أحد الفنيين الألمان من الحاضرين عندما صدرت أصواتا حادة وعنيفة بلغة أجنبيه قائلا: "هذا هو هتلر!"، وبعد أن جرت مقارنة ذلك الصوت بصوت هتلر في مكتبه إحدى محطات الإذاعة، جاءت مطابقة، وكان هتلر في شريط يورجنسون يتوجه بحديثه إلى أحد أفراد معسكرات الاعتقال، ويعتذر عن بعض الجرائم التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية.

تهافت الكثير من المراسلين على مرسم الرجل الستيني، بل وقل عدد الأشخاص الساخرين منه، وعلى جانب آخر استطاع يورجنسون على مر السنين بجمع 80 شريطا تضم تسجيلات متميزة تصل لـ140 صوتا، ومن ضمن هذه الأصوات "السياسي الألماني بسمارك ونابليون، ولويد جورج، والقاتل الأمريكي الشهير كاريل تشيسمان، وإيفا براون عشيقة هتلر التي تحدثت عن زواجها منه وعن ساعتها الأخيرة معه".

وظل يجونسون يستغرق في الرسم وقتا قليلا، ويجلس أغلب الوقت بجوار الجهاز ينتظر الأصوات القادمة من العالم الآخر.